top of page

دور التعليم الحديث في تشكيل مستقبلنا‎

مقدمة

إن الثورة الصناعية الرابعة لها دور أساسي ومهم في تشكيل عالمنا الحالي وبدون أدنى شك سيكون لها أثر أكبر في المستقبل سواء في الجانب الاقتصادي أو التقني أو التعليمي. من الصعوبات المتعلقة في مجال التكنولوجيا الحديثة هي صعوبة تطبيقها لأن الطريق وعر ومليء بالعقبات ولكنه يجعل حياتنا ومستقبلنا يتشكل في صورة أوضح وأسهل. على الرغم من صعوبة مواكبة الثورة الصناعية الرابعة إلى أن هنالك مبادرات متنوعة من دول مختلفة تنفق الكثير من المال لتواكب التطور وتتماشى مع تسارع أحدث التقنيات حول العالم.

مبادرات في ريادة الأعمال والتعلم المستمر

والجدير بالذكر أن بعض هذه المبادرات تم تطبيقها في أعرق جامعات ومعاهد العالم حيث قامت جامعة ستانفورد Stanford University في تشكيل فريق يتكون من مجموعة من الطلاب أصحاب تخصصات مختلفة مثل الهندسة ونظم المعلومات والتسويق والادارة تحت مظلة واحدة ليجدوا حلولًا لمشاكل حقيقية في المجتمع [1]. حيث أن بعض الشركات العالمية تقوم بتمويل مشاريع تخرج لطلاب وتكون هذه بداية لحقبة جديدة قد يكتب لها أثر ودور كبير بتشكيل المستقبل، وإحدى هذه الأمثلة ويعد أكثرها نجاحا شركة Facebook حيث قام بتأسيسها Mark Zuckerberg عندما كان يدرس في جامعة هارفارد قبل تأسيس شركة فيسبوك والجدير بالذكر أن الهدف وراء تأسيس فيسبوك هو حل لمشكلة يعاني منها الطلبة وهي صعوبة التواصل فيما بينهم والآن تقدر القيمة السوقية لشركة فيسبوك 527$ مليار [2] حيث تعد الشركة من عمالقة الشركات العالمية. وما لا يخفى على الجميع أن وادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا يعتبر التجمع الأكبر للشركات الناشئة وأعرق شركات التقنية في العالم والسبب وراء ذلك هو وجود Ecosystem (نظام بيئي) يحفز الجميع على العمل وتقديم الأفضل لتكون منافسة قوية في عالم يتغير بشكل سريع جدًا.

مبادرات في مجال التعليم والعلوم الحديثة

من بين أهم المبادرات هي الاستثمار في التعليم والتطور حيث أن لابد وأن يكون التعليم الذي يتلقاه الشخص مواكب لما يدور حول العالم، فما كان صالحا بالأمس قد لا يكون صالحا اليوم بسبب التطور السريع الذي يشهده العالم. ومن أمثلة الاستثمار فيما هو جديد هو الاستثمار في علم الطاقة حيث أصبحت الدول حول العالم تستخدم أحدث الوسائل لتوليد الطاقة وتتنافس في رفع الإنتاجية وعدم حاجتها لحرق برميل من الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة ويعد هذا تحدي كبير تتنافس عليه أكبر الدول في العالم. في المقابل ما زالت بعض أغنى دول العالم والتي تصنف من أفضل الدول لإقامة مشاريع الطاقة المتجددة لا تؤمن في هذه المشاريع كونها جديدة على الرغم من توفر السيولة المادية والتي تكفي لإقامة العديد من المشاريع الضخمة ولكن المشكلة الحقيقية هي في تحديد الأولويات ومواكبة المستقبل [3]. من المشاكل الحقيقية التي تواجهها الدول المنتجة للنفط حول العالم هو استغناء الدول عن النفط شيئا فشيئا بسبب وجود بدائل رخيصة وتساعدنا في الحفاظ على البيئة. ومن الأشياء التي تقلل الحاجة في استخدام النفط هو النمو السريع التي تحققه شركة Tesla في صناعة سيارات تعتمد على الكهرباء اعتمادا كليا وتطويرها بشكل مستمر والجدير بالذكر أن سيارة تسلا حققت جائزة أفضل سيارة في العالم في العام المنصرف وكذلك افتتحت مصنعًا كبيرًا في ألمانيا لتنافس أفضل شركات العالم [4].

ومن محاسن التكنولوجيا أنها علمتنا مبدأ مهمًا وهو مبدأ التعلم المستمر لأنها تتطور كل يوم وإذا ما أردنا الحصول على الأفضل لابد وأن نكون دائما في تعلم مستمر. تعد الولايات المتحدة الأمريكية من الدول الرائدة في شتى المجالات ولا يخفى علينا القرار الصادر من رئيس الولايات المتحدة Donald Trump حيث أنه صرح بانتهاء زمن الـ ٤ سنوات للحصول على شهادة البكالوريوس وأن الدرجات العلمية فقدت قيمتها وأصبح صاحب الخبرة والقدرة على التعلم هو الشخص المطلوب في سوق العمل [5].

التكنولوجيا هي السبيل الوحيد لضمان الاستمرارية والاستدامة

من فوائد ازمة الكورونا COVID-19 أنها تعكس حقيقة أن الأزمات تولد حلولًا حقيقية وبطريقة سريعة. حيث أن هذه الأزمة كشفت لنا أهمية اكتساب المعارف والمهارات المهمة للتكيف في العمل بكفاءة أعلى ووقت أقل، أصبحت متيقن أن ازمة كورونا ستغير النمط العملي في كافة قطاعات العالم وأننا سننتقل من ضيق العمل المكتبي إلى راحة العمل عن بعد بكفاءة أفضل باستخدامنا للتقنية الحديثة. الاستثمار في التكنولوجيا يجعلنا نعمل بشكل أسرع وأفضل حيث أنها تضمن الاستمرارية في العمل وتقديم أجود الخدمات في كافة قطاعات الدولة [6]. وفي كتاب Zero to One يقول الكاتب: " في عالم تندر فيه الموارد تكون العولمة في غياب وجود تكنولوجيا جديدة غير مجدية ولا يمكن الاستفادة منها ". لذلك إذا أرادت أي دولة النهوض وتقديم الأفضل فلابد عليها أن تعتمد على استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا في تقديم خدماتها لتوفر الوقت وتكون مواكبة للعصر ويسهل استخدامها. في الختام إذا ما أردنا أن نقيّم أي دولة في العالم فتوجد لدينا معادلة بسيطة لفعل ذلك، عن طريق النظر لمشاريع هذه الدولة في العقد الأخير فإذا كانت المشاريع إنتاجية وتقدم الفائدة وتدفع بالاقتصاد، هنا فقط نستطيع القول ان هذه الدولة تتقدم في المسار الصحيح [6].

ومن أسباب الاستدامة هي أن تكون الشركات والأشخاص لديهم القدرة على تخيل المستقبل ومجاراته. وبما أننا نتحدث عن الاستدامة فمن هذا المنطلق سنذكر مثال لشركة Nokia كانت رائدة في مجال التكنولوجيا ومسيطرة على سوق الهواتف [7] إلى أنها وبسبب عدم مواكبتها مع متطلبات العصر أصرت على المحافظة على نفس المستوى والتصميم فقدت هذه الشركة القدرة على المنافسة وأصبحت بعيدة كل البعد عن الشركات العالمية. من أسباب نجاح الشركات العالمية هي دراسة القرارات وعدم التمسك في الأفكار القديمة فكما أن للمنتجات الغذائية فترة انتهاء كذلك الأفكار قد لا تكون صالحة لكل زمان ومكان.

المصادر:

1- مبادرة جامعة ستانفورد في الابتكار وحل المشكلات

2- فيسبوك والطريق نحو الريادة

3- مبادرات الطاقة تشكل مستقبلنا الحديث

4- سيارات تسلا تحقق أرقام قياسية في الولايات المتحدة وأوروبا

5- قرار دونالد ترامب في إعطاء أصحاب المهارات اولوية أكثر من أصحاب الشهادات في التوظيف

6- كيف غيرت التكنولوجيا عالمنا الحالي

7- شركة نوكيا والتغيير الذي حدث وأسبابه

165 views0 comments
bottom of page