سجلت الأحمال الكهربائية في الكويت عدة أرقام قياسية في الأسابيع القليلة الماضية، حيث شهدت الدولة آحمالاً كهربائية لم تشاهدها في تاريخها، فبعد أن سجلت الكويت أعلى حمل (آنذاك) في صيف عام 2019 البالغ 14,360 ميجاواط [1]، كسرت الكويت هذا الرقم في تاريخ 20 يوليو من هذا العام بحمل بلغ 14,760 ميجاواط [2]، ثم كسرته في تاريخ 29 يوليو بحمل بلغ 14,820 ميجاواط [3], ثم كسرته مرة أخرى في 30 يوليو بحمل بلغ 14,960 ميجاواط [4].
إن القدرة الكهربائية المركبة في الكويت (Installed power capacity) أصبحت غير كافية لتلبية حاجة الدولة الكهربائية في المستقبل القريب، كما أن خروج إحدى المحطات من الشبكة في الوقت الحالي أثناء فترة الذروة -لأي سبب طارئ- قد يسبب عجزاً في الكهرباء في الدولة، مثل ما حدث في عصر يوم 5 يوليو 2020 عندما خرجت 6 وحدات بخارية من محطة الصبية [5]، مما تسبب في خروج مفاجئ ل1,500 ميجاواط من الشبكة، الذي اضطر الكويت (الغنية بالموارد الطبيعية التي أنعم الله بها علينا كالشمس و النفط) لاستيراد كهرباء من دول الخليج المجاورة عن طريق شبكة الربط الخليجي، ناهيك عن تداعيات استقرار الشبكة (Grid Stability) في حالة عدم وجود قدرة احتياطية كافية (Spinning Reverse).
بالإضافة إلى ذلك، فإن ذروة الأحمال تتزامن غالبا مع ذروة الحرارة وقوة الشمس (وقت الظهيرة)، مما يجعل استغلال الطاقة الشمسية لتلبية هذا الاحتياج من الكهرباء طلبا منطقيا ورئيسيا وبيئيا واقتصاديا، حيث تعتبر الكويت من المناطق المشمسة، كما أنها من أعلى دول العالم اطلاقاً لانبعاثات الضارة لكل فرد [6] (CO2 equivelant emissions per capita), ناهيك عن النزول الحاد جدا في أسعار انتاج الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية، والتي أصبحت في دول كثيرة أقل تكلفة (Levelized Cost of Energy) من الكهرباء التقليدية [7] التي تنتج الكهرباء عن طريق الوقود الاحفوري (نفط،غاز أو فحم)، مما يفسر توجه دول الجوار في الخليج و كثير من دول العالم لإنشاء محطات الطاقات الشمسية بدلا من التقليدية، فعلى سبيل المثال، أنتجت ألمانيا 50% من احتياجها من الكهرباء من الطاقات المتجددة في النصف الأول من هذا العام [8]، في حين أن ذات النسبة في الكويت تقل عن 0.5%.
في الختام، إن الكويت مقبلة على تشغيل عدة مشاريع تنموية خلال السنوات القليلة القادمة والتي تستوجب إيصال الكهرباء إليها، ومنها-على سبيل الأمثلة لا الحصر- مطار الكويت الجديد، منطقة المطلاع و منطقة جنوب عبدالله مبارك، مما يستدعي زيادة القدرة الكهربائية في الكويت من خلال إنشاء محطات كهرباء جديدة -خصوصاً تلك التي تعتمد على الطاقات المتجددة- على وجه السرعة لمواكبة التنمية في الدولة و تحقيق العيش الكريم ، توفير السكن للمواطنين، و من هذا المنطلق، وتفاديا لأزمة كهرباء مماثلة لأزمة 2007، ندعو الجهات المعنية في الدولة لسرعة اتخاذ الاجراءات لإنشاء مثل هذه المحطات و تذليل العقبات لها منعا لتأخير تنفيذها، مثل ما حدث في عدة مشاريع سابقة خلال السنوات الماضية.
المصادر:
1- أعلى حمل للكهرباء في عام 2019
أعلن وكيل وزارة الكهرباء والماء الكويتية المهندس محمد بوشهري، أن الوزارة سجلت الثلاثاء أعلى معدل للأحمال الكهربائية في تاريخ البلاد ببلوغه 360ر14 ميغاوات نظرا إلى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
www.skynewsarabia.com
2- أعلى حمل للكهرباء يوم 20/7/2020
https://twitter.com/mew_kwt/status/1285197045310119936?s=21
3- أعلى حمل للكهرباء يوم 29/7/2020
https://twitter.com/mew_kwt/status/1288457552557215744?s=21
4- أعلى حمل للكهرباء يوم 30/7/2020
https://twitter.com/mew_kwt/status/1288816343446323202?s=21
5- خروج محطة الصبية من الشبكة بتاريخ 5/7/2020
https://twitter.com/mew_kwt/status/1279858653902843906?s=21
6- Kuwait Energy Outlook Report by Kuwait Institute for Scientific Research
7- Renewable Power Generation Costs in 2019 - International Renewable Energy Agency (IRENA)
8- Renewables met half Germany’s power demand in first half
https://www.pv-magazine.com/2020/07/30/renewables-covered-50-of-germanys-power-demand-in-h1/